إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة logo إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف (يجب) على الوالد التسوية بين أولاده في العطية والتمليك المالي، (ويستحب) له التسوية في المحبة والرعاية، لكن إذا كان فيهم من هو معاق أو مريض أو صغير ونحوه فالعادة أن يكون أولى بالشفقة والرحمة والرقة. وقد سئل بعض العرب: من أحب أولادك إليك؟ فقال: الصغير حتى يكبر، والمريض حتى يبرأ، والغائب حتى يقدم. شريعة الإسلام شريعة واسعة كاملة، اشتملت على كل ما تمس إليه حاجة البشر، حاجة الذكور والإناث في الدنيا وفي الآخرة، فذكر الله تعالى نساء الدنيا وجعل لهن أحكاما، وذكر النساء في الآخرة وذكر ثوابهن كثواب الرجال المؤمنين، وفي هذا تمام العدل والحكمة لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع.
shape
مسألة محيرة
13251 مشاهدة print word pdf
line-top
نص الجواب في الاحتجاج بالقدر


وقد أجاب فضيلته بهذا الجواب الشافي الكافي، عل الله أن يهدي به أناسا قد ضلوا في هذا الأمر، فقال فضيلته:
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا .
أما بعد:
إن هؤلاء الذين يحتجون بهذه الحجج، لا شك أنهم متناقضون، فهم لا يعملون بها في كل حال! فلا يعملون بالقضاء والقدر، ويسلمون له في كل أحوالهم! فلأجل ذلك يقال: أنهم متناقضون!
ونحن نقول للجواب عن هذا السؤال: إن هذا السؤال قديم، يحتج به الفسقة دائما ! ويرددونه في مجتمعاتهم، ويرددونه إذا نصحوا! فهو ليس بجديد!

وقد ذكروا أن ذميا أو ملحدا دخل على شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-وقدم له أبياتا يحتج فيها بالقدر! فقال:
أيا علمـــاء الدين، ذمـي دينـكم تحـــــير، دلوه بأوضح حجة
إذا ما قضى ربي بكفري –بزعمكـم-  ولم يرضه مني، فما وجه حيلتي؟
دعاني، وسـد الباب دوني فهل إلـى دخولي سبيل؟ بينوا لـي قضيتي
قضى بضلالي، ثم قال: ارض بالقضاء،  فهل أنا راض بالذي فيه شقوتي؟!
فإن كنت بالمقضي – يا قوم – راضيا فربـي لـا يرضى بشـؤم بليتـي
وهل لي رضا مـا ليس يرضاه سيدي  فقد حرت، دلوني على كشف حيرتي
إذا شاء ربـي الكفر مني مشيئـــة فهل أنا عاص في اتباع المشيئة؟
وهـل لي اختيـار أن أخالف حكمـه؟ فبالله فاشفـوا بالبراهين غلتـي
ثم إن شيخ الإسلام أجابه نظما ، وهو جالس في مجلسه، فأخذ القلم وجعل يكتب الجواب وهم حاضرون، فظنوا أنه يكتب نثرا ، فإذا هو يكتب نظما على نمط ذلك السؤال! فنظم في مجلسه مائة وثلاثين بيتا على نمط تلك القصيدة التي نظمها ذلك الشاعر الذمي!
والقصيدة موجودة في مؤلفات شيخ الإسلام، أولها قوله:
سؤالك – يا هذا – سؤال معانـد مخاصم رب العرش باري البرية
فهذا سؤال خاصم الملأ العـــلا  -قديما- به، إبْليسَ أصْلُ البَلِيَّةِ
ومن يك خصما للمهيمن: يرجعن  على أُمِّ رأْسٍ، هاويا في الحُفَيْرَةِ
وتدعى خصوم الله – يوم معادها إلـى النار، طـرا معشر القدرية
سواء نفوه أو سعوا ليخاصموا بـه الله أو مـاروا به للشريعة
إلى أن قال في آخرها:
فدونك علمـا بالذي قد أجبت من  معان إذا انحلت بفهم غريزة
أشارت إلى أصل يشير إلى الهدى، ولله رب الخلق، أكمل مدحتي
وقد طبعت هذه القصيدة في المجلد الثامن من مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية وطبعت أيضا في ترجمة شيخ الإسلام: ( العقود الدرية في مناقب الشيخ ابن تيمية ) لابن عبد الهادي وتوجد أيضا في غير ذلك.
ثم إن شيخنا عبد الرحمن بن محمد الدوسري رحمه الله، نظم أيضا على نمطها أبياتا أخصر منها متضمنا لمدلولها.
كذلك لشيخ الإسلام ابن تيمية رسالة مطبوعة في المجلد الثامن من الفتاوى عنوانها: ( أقوم ماقيل في القضاء والقدر والحكمة والتعليل )، والعنوان يظهر أنه ليس من وضع شيخ الإسلام، وإنما هو من بعض النساخ.

line-bottom