مسألة محيرة
نص الجواب في الاحتجاج بالقدر
وقد أجاب فضيلته بهذا الجواب الشافي الكافي، عل الله أن يهدي به أناسا قد ضلوا في هذا الأمر، فقال فضيلته:
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا .
أما بعد:
إن هؤلاء الذين يحتجون بهذه الحجج، لا شك أنهم متناقضون، فهم لا يعملون بها في كل حال! فلا يعملون بالقضاء والقدر، ويسلمون له في كل أحوالهم! فلأجل ذلك يقال: أنهم متناقضون!
ونحن نقول للجواب عن هذا السؤال: إن هذا السؤال قديم، يحتج به الفسقة دائما ! ويرددونه في مجتمعاتهم، ويرددونه إذا نصحوا! فهو ليس بجديد!
وقد ذكروا أن ذميا أو ملحدا دخل على شيخ الإسلام ابن تيمية اسم> -رحمه الله-وقدم له أبياتا يحتج فيها بالقدر! فقال:
أيا علمـــاء الدين، ذمـي دينـكم | تحـــــير، دلوه بأوضح حجة |
إذا ما قضى ربي بكفري –بزعمكـم- | ولم يرضه مني، فما وجه حيلتي؟ |
دعاني، وسـد الباب دوني فهل إلـى | دخولي سبيل؟ بينوا لـي قضيتي |
قضى بضلالي، ثم قال: ارض بالقضاء، | فهل أنا راض بالذي فيه شقوتي؟! |
فإن كنت بالمقضي – يا قوم – راضيا | فربـي لـا يرضى بشـؤم بليتـي |
وهل لي رضا مـا ليس يرضاه سيدي | فقد حرت، دلوني على كشف حيرتي |
إذا شاء ربـي الكفر مني مشيئـــة | فهل أنا عاص في اتباع المشيئة؟ |
وهـل لي اختيـار أن أخالف حكمـه؟ | فبالله فاشفـوا بالبراهين غلتـي |
والقصيدة موجودة في مؤلفات شيخ الإسلام، أولها قوله:
سؤالك – يا هذا – سؤال معانـد | مخاصم رب العرش باري البرية |
فهذا سؤال خاصم الملأ العـــلا | -قديما- به، إبْليسَ أصْلُ البَلِيَّةِ |
ومن يك خصما للمهيمن: يرجعن | على أُمِّ رأْسٍ، هاويا في الحُفَيْرَةِ |
وتدعى خصوم الله – يوم معادها | إلـى النار، طـرا معشر القدرية |
سواء نفوه أو سعوا ليخاصموا | بـه الله أو مـاروا به للشريعة |
فدونك علمـا بالذي قد أجبت من | معان إذا انحلت بفهم غريزة |
أشارت إلى أصل يشير إلى الهدى، | ولله رب الخلق، أكمل مدحتي |
ثم إن شيخنا عبد الرحمن بن محمد الدوسري اسم> رحمه الله، نظم أيضا على نمطها أبياتا أخصر منها متضمنا لمدلولها.
كذلك لشيخ الإسلام ابن تيمية اسم> رسالة مطبوعة في المجلد الثامن من الفتاوى عنوانها: ( أقوم ماقيل في القضاء والقدر والحكمة والتعليل )، والعنوان يظهر أنه ليس من وضع شيخ الإسلام، وإنما هو من بعض النساخ.
مسألة>